وأقول :
قد علم ممّا بينا أن المتعين إرادة أكثر الصحابة إلا النادر من أحاديث الحوض واختلاجهم دونه ؛ للقرائن السابقة ، وامتنع إرادة من زعموهم أهل الردة ؛ لتوبتهم وعودتهم إلى الإسلام ، لو سلمنا ارتداد مانعي الزكاة منهم (١) .
وأما ما دلّ على تبديل الأمة لسنة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم کحديثي أبي الدرداء وأنس ، فعمدة النظر فيها إلى الصحابة ، ولا سيّما أنّ أبا الدرداء مات في خلافة عثمان قبل قتله بسنتين ، كما في باب الأسماء والكنى من «الإستيعاب » (٢) .
وأظهر منها في الدلالة على الطعن بالصحابة وذمهم حديث أبي هريرة المذكور الذي ضرب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه مثلاً لهم بالفراش ، وهو مما رواه مسلم في باب شفقته صلىاللهعليهوآلهوسلم على أُمته من كتاب «الفضائل » (٣) .
وأمّا الأحاديث المتعلقة بأمراء السوء ، فالمراد ما يشمل الخلفاء الثلاثة ، لصراحة بعضها في ذلك ؛ كحديث : « أوّل دينكم نبوّة ورحمةٌ ثمّ ملك ورحمة ... » إلى آخره (٤)
فإنّه صريح بإرادة من ملكوا بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل ومع الفصل .وأن إمارتهم ملك لا خلافة نبوّة ، ولكن لا بد من خروج
__________________
(١) أنظر الصفحة ١٠٩ ــ ١١٠ من هذا الجزء
(٢) الاستيعاب ٤ / ١٦٤٨.
(٣) صحيح مسلم ٧ / ٦٣.
(٤) سنن الدارمي ٢ / ٨٠ ح ٢٠٩٧.