قال المصنّف ــ رفع الله مقامه (١) :
وروى مسلم في صحيحه بإسناده إلى أبي موسى الأشعري قال : دخل عمر على حفصة وأسماء عندها ، فقال حين رأى أسماء : من هذه ؟
قالت : أسماء بنت عُميس .
قال عمر : الحبشية هذه ؟ البحرية هذه ؟
فقالت أسماء : نعم .
فقال عمر : سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم .
فغضبت وقالت : كذبت یا عمر ! کلا والله ، كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم ، وكنا في دار أو أرض البعداء البغضاء في الحبشة وذلك في الله ورسوله ، وأيم الله ، لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونحن كنا نؤذى ونخاف ، وسأذكر ذلك الرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأسأله ، والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك .
قال : فلما جاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قالت : يا نبي الله ! إن عمر قال كذا وكذا .
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ليس بأحق بي منكم ، وله ولأصحابه هجرة واحدة ، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان (٢) .
وهذا نص من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في تخطئته وتفضيل هجرة المرأة على هجرته ، وأنّها أحق برسول الله منه ، وليس لهذه المرأة الخلافة فلا تكون له.
__________________
(١) نهج الحق : ٣٤٧ .
(٢) ورد الحديث في صحيح البخاري ٢٨٤ / ٥ خ ٢٤٩ ، صحیح مسلم ٧ / ١٧٢ ــ ١٧٣.