قال المصنّف ــ زيد شرفه ــ (١) :
وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين من إفراد البخاري من مسند ابن عمر ، قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ، فدعاهم إلى الإسلام ، فلم يُحسنوا أن يقولوا أسلمنا ، فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا .
فجعل خالد يقتل ويأسر ، ويدفع إلى كل واحد منا أسيراً ، حتى إذا كان يوم أمرنا خالد أن يقتل كل واحد منا أسيره .
فقلت : والله ، لا أقتل أسيري ، ولا يقتل واحد من أصحابي أسيره ، حتى قدمنا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فذكرنا له ، فرفع يديه وقال : « اللهم ! إنّى أبرأ إليك ممّا صنع خالد » مرتين. (٢)
ولو كان مافعله خالد صواباً لم يتبرأ الرسول منه ، وإذا كان خالد قد خالفه في حياته وخانه في أمره ، فكيف به وبغيره بعده ؟!
***
__________________
(١) نهج الحق : ٣٢٢ .
(٢) الجمع بين الصحيحين ٢ / ٢٧٠ ح ١٤١٣ ، وأنظر : صحيح البخاري ٥ / ٣٢١ ح٣٣٩وص ٩ / ١٣٣ ح ٤٩ .