خروج عائشة على أمير المؤمنين عليهالسلام
قال المصنّف ــ زاد الله في أجره ــ (١) :
وخرجت عائشة إلى قتال أمير المؤمنين عليهالسلام ، ومعلوم أنها عاصية بذلک.
أمّا أوّلاً : فلأن الله تعالى قد نهاها عن الخروج وأمرها بالاستقرار في منزلها ، فهتكت حجاب الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتبرّجت ، وسافرت في جحفل عظيم ، وجم غفير ، يزيد على سبعة عشر ألفاً (٢) .
وأما ثانياً : فلأنها ليست وليّ الدمّ حتّى تطلب به ولا لها حكم الخلافة ، فبأي وجه خرجت للطلب ؟!
وأمّا ثالثاً : فلأنها طلبته من غير مَنْ عليه الحق ؛ لأنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لم يحضر قتله ولا أمر به ولا واطأ عليه ، وقد ذكر ذلك كثيراً .
وأمّا رابعاً : فلأنها كانت تحرّض على قتل عثمان وتقول ، اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً (٣) ، فلما بلغها قتله فرحت بذلك .
فلما قام أمير المؤمنين بالخلافة أسندت القتل إليه وطالبته بدمه ؛ لبغضها له وعداوتها معه ، ثمّ مع ذلك تبعها خلق عظيم ، وساعدها عليه
__________________
(١) نهج الحق : ٣٦٧.
(٢) انظر : عيون الأخبار ــ لابن قتيبة ــ ١ / ٣٠٠.
(٣) انظر : الإمامة والسياسة : ٧٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٢ ، الفتوح ــ لابن أعثم ــ ٢ / ٤٢٠ وص ٤٣٤ ، النهاية ــ لابن الأثير ٥ / ٨٠ ، المحصول ــ للرازي ــ ٢ / ١٦٧ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٠٠، شرح ابن أبي الحديد ٦ / ٢١٥ ، وج ٢٠ / ٢٢.