وأقول :
لا عبرة بالاصطلاحات والعنديّات ، وإنّما المدار على الدليل ، مع ان هذا الاصطلاح الذي نسبه إلى الشافعي مخالف حتى لأهل اللغة ، قال في القاموس : بغى عليه : عدا وظلم ، وعدل عن الحق ، ثمّ قال : وفئة باغية : خارجة عن طاعة الإمام العادل» (١) .
وكيف لا يكون الباغي عاصياً ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ويح عمّار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنّة (٢) .
وفي رواية : يدعوهم إلى الله ، ويدعونه إلى النار (٣) ؟ !
فجعل صلىاللهعليهوآلهوسلم الباغين دعاة النار .
ووال بل لا إشكال بأن الباغي على أمير المؤمنين عليهالسلام مهدور الدم ، فضلاً عن كونه عاصياً ؛ لأمور :
الأول : قوله تعالى : ( فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي ... ) (٤)
روى الحاكم في «المستدرك» بمناقب علي عليهالسلام ، وصححه مع الذهبي على شرط الشيخين ، عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر :
__________________
(١) القاموس المحيط ٤ / ٣٠٥ و ٦٠٣ مادة ( بغا )
(٢) صحيح البخاري ١ / ١٩٤ ــ ١٩٥ ح١٠٧ ، ، مسند أحمد ٣ / ٩١ ، دلائل النبوة ــ للبیهقی ــ ٢ / ٥٤٦ ، تاریخ دمشق ٤٣ / ٣١٣ ، البداية والنهاية ٣ / ١٧١ ، كنز العمال ١٣ / ٧٢٢ح٣٥٣١.
(٣) صحيح البخاري ٤ / ٧٦ ــ ٧٧ ح ٢٧ ، وراجع الصحفة ٥ من هذا الجزء .
(٤) سورة الحجرات ٤٩ : ٩.