قال المصنّف ــ رفع الله درجته ــ (١) :
وروى أحمد بن حنبل في مسنده من عدة طرق : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة ، فلما بلغ ذا الحليفة دعا عليّاً عليهالسلام ، فقال : أدرك أبا بكر ، فحيث لحقته ، فخذ الكتاب منه ، واذهب به إلى أهل مكة واقرأه عليهم ، قال : فلحقته بالجحفة ، فأخذت الكتاب منه ، فرجع أبو بكر إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : يا رسول الله نزل في شيء ؟ قال : لا ، ولكن جبرئيل جاءني ، فقال : لا يؤدّي عنك إلا أنت أو رجل منك» (٢) .
ونحوه روى البخاري في صحيحه (٣) .
وفي الجمع بين الصحاح الستة عن أبي داود والترمذي عن عبد الله ابن عباس : « أنّ النبي دعا أبا بكر ، وأمره أن ينادي في الموسم ببراءة ، ثمّ أردفه علياً ، فبينا أبو بكر في بعض الطريق ، إذ سمع رغاء ناقة رسول الله العضباء ، فقام أبو بكر فزعاً ، وظنّ أنه حدث أمر ، فدفع إليه علي كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه : إن علياً ينادي بهؤلاء الكلمات ، فإنّه لا يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي».
فانطلقا فقام عليّ أيّام التشريق ينادي : ذمّة الله ورسوله بريّة من كلّ مشرك ، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، ولا يَحُنّ بعد العام مشرك ، ولا
__________________
(١) نهج الحق : ٣٢٣.
(٢) مسند أحمد ١ / ٣ و ١٥١ و ج ٣ / ٢١٢ ومواضع أخر .
(٣) صحيح البخاري ٦ / ١٢٣ ــ ١٢٤ ح ١٧٦ ــ ١٧٧.