وقال الفضل (١) :
ماروى عن ابن المغازلي أن الأمة يغدرون بعلي ، فإن هذا ظاهر.
وقد غدره الناكثون والقاسطون والمارقون ، والبغاة والخوارج ، وهذا لا يتعلّق بالخلفاء .
وما روى أن الضغائن كانت في صدور أقوام منه ، فهذا أيضاً ، ظاهر لأنه روي أنه لم يكن بطن من بطون قريش إلا وكان لهم على أمير المؤمنين دعوى دم أراقه في سبيل الله ، والضغائن كان في صدورهم ، ولكن لم يظهروه مادام أمر الخلفاء ، منتظماً ، وأظهروه بعد انقراض الخلفاء في زمن خلافته وخالفوه .
ثمّ ما ذكر أن علماءهم يروون هذا ، فنحن لا نعرف ابن المغازلي وأشباهه ممّن يذكر عنهم المناكير والشواذ .
وأما ما ذكره ورواه من الصحاح ، فنحن نسلّم صحته ، ونذكر معانيه ، ونبينه على وجه لا يبقى فيه ارتياب ، ولا يخالف شيئاً من قواعد المذهب الحق ، كما رأيته .
***
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٦٣٢ ( حجري ) .