وقال الفضل (١) :
ماروى عن عائشة أنّها قالت : إنّي قاتلت فلاناً ، فهذا اعتراف منها وندامة على الخروج ، وهذا يدل على منقبتها ، وأنّها رجعت وندمت في حياتها عن الخروج.
فإن كان الخروج ذنباً ، فقد صحت توبتها عنه ، وإلا فلا عليها شيء من الخروج ؛ لأنها عملت بالاجتهاد .
وأما ماذكره من حديث العسل ، فكان هذا من باب غيرة النساء بعضهنّ على بعض ، وهل يؤاخَذْنَ بها ؟!
وأمّا حمل السرّ الذي أفشاه النساء على شرب العسل ؛ فبعيد ولم يذكره المفسّرون ، نعم ، ذكروا ذلك الحديث في هذا المبحث ، بل حملوه على وقوع رسول الله على مارية في بيت حفصة ، كما ذكرنا.
وأما قوله : فهذا يدل على بغضها في الغاية ، فهذا مخالفة لما علم بالضرورة من الدين ، وهو أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحبّ عائشة حبّاً شديداً ، ولا يحبّ أحداً من النساء مثل حبّها ، وهذا معلوم من ضروريات الأخبار الدينية ، فكيف يثبت أنّه يبغضها ؟
وأما قول ابن الزبير : لأحجرنّ عليها ، فهذا يدلّ على غاية كرمها وعطائها حتى إن ابن الزبير فقد حجرها ، لكثرة عطائها ، وبسط يدها في العطية ، وقد أنكرت عائشة على قوله حتى هجرته .
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٧٠١ ( حجري ) .