وأما قوله إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أشار إلى حجرة عائشة ، وقال : « هاهنا الفتنة ».
فما أجهله بمعاني الأحاديث ، وما أردأ فهمه في تلقي معاني الأخبار كانت حجرة عائشة في جانب الشرق من المنبر ، وأشار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الشرق ، كما يفسره باقي الأحاديث ، وهو أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أشار إلى الشرق ، وقد فسره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : « حيث يطلع قرن الشيطان » ؛ والمراد منه : الشرق ، لأنه جاء في حديث آخر : إن الشمس حين تطلع بين قرني الشيطان .
فبهذا فسّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إشارته ، وأنه يريد جانب الشرق ولو كان المراد : حجرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم التي كانت لعائشة ، فكيف يقال : إن قرن الشيطان يطلع من حجرته المقدّسة ؟
والحال أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يطلع من الحجرة ، وهذا غاية الجرأة الموجبة لصحة تكفير ابن المطهر النجس ، وأنّى لابن المطهر إساءة الأدب لأهل حرم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والتكلم فيهم ؟ !
فهل هذا إلا جرأة على الله ورسوله ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الإفك : « من يعذرني فيمن آذاني في أهل بيتي » (١) ؟!
وهذا الرجل يؤذي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد قال رسول الله في شأن عائشة ذلك اليوم على المنبر : « وما علمت على أهلى إلا خيرا » (٢) .
ثمّ إنّ ابن المطهر جاء في آخر الزمان وأثبت في أهل بيت رسول الله
__________________
(١) احقاق الحق للشهيد نورالله التستري : ٣٠٨ ، ونحوه في سنن النسائي الكبرى ١٠ : ٢٧٧.
(٢) صحيح البخاري ٤ / ٥ ، ٥ / ٢٥ ــ ٢٥٤ ، ٦ / ١٨٩ ــ ١٩٠ ، صحیح مسلم ٨ / ١١٥.