وأقول :
حاصل جوابه عن الحديث الأوّل تخطئة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتصويب عمر من وجهين :
الأوّل : إنّ النبي أراد باليقين معنى ، والناس يفهمون خلافه ، فيكون مغرّراً بالناس .
الثاني : إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يعرف مفسدة كلامه بأنّه يؤدّي إلى الاتكال وترك الأعمال ، وقد عرف عمر خطأ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالأمرين فرد أمره ، ولما عرف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خطأ نفسه وإصابة عمر ، اتبع رأي عمر وسمع قوله .
فيحق للقائل أن يقول : تعالوا على الإسلام نبكي ونلطم ، فإن النبي الذي لا يعرف موارد التغرير بالأمة ، ولا يدرك المفاسد الواضحة في أفعاله ، ويتهوّر في مقام التبسط حتى ينبهه مثل عمر ، كيف يكون رسولاً إلى جميع الخلق ، هادياً لهم بكل أعمالهم إلى الحقِّ ؟
وفي الحقيقة يكون الطعن على الله سبحانه ، حيث يرسل مثل هذا الرسول ، ويوجب طاعته والأخذ منه بنص كتابه ، بل هو الذي أوحى إليه بما أمر به أبا هريرة ، لأنه لا ينطق إلا عن وحي يوحى ، فيكون النقص مستنداً إليه سبحانه ، والكمال الأعظم لعمر ، وبئس المذهب مذهباً يؤدّي إلى هذا .
ثمّ إنّه لا فائدة لذكر الخصم ماهيّة اليقين ، وبيان أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد به : حال المشاهدة ، سوى بيان خطأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في إتيانه بلفظ لا يفهم الناس مراده منه ، وبيان أن عمر عرف حقيقة اليقين ، فيكون من أهل