الفضل والمعرفة ، وإلا فالمدار في منع عمر بهذه الرواية هو اتكال الناس ، ولا إشعار فيها بإرادة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لذلك المعنى من اليقين ، ولا في فهم عمر له .
هذا ، والظاهر أن أبا هريرة لم ينقل القصّة على وجهها كما يشهد له مارواه مسلم مع ذلك الحديث في كتاب الإيمان (١) عن معاذ : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال له : ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار .
قال : يا رسول الله ! أفلا أخبر الناس فيستبشروا ؟
قال : إذن يتكلوا» (٢) .
وفي رواية أخرى قال : « أفلا أبشر الناس ؟
قال : لا تبشّرهم فيتكلوا» (٣) .
ومثلها في صحيح البخاري (٤) .
فإنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا نهى معاذاً عن بشارتهم خوفاً من الاتكال ، فكيف يأمر أبا هريرة بما ينهى عنه ؟ !
وأيضاً فالشهادة بالتوحيد لا تكفي وحدها في النجاة ؛ بضرورة الدين ، فإنّ من أنكر نبوّة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم من أهل النار ، وإن شهد بالتوحيد متيقناً .
فكيف يأمر أبا هريرة بتلك البشارة لمن أيقن بالوحدانية على
__________________
(١) في باب من لقي الله بالإيمان وهو غير شاك فيه دخل الجنة . منه قدسسره .
(٢) صحیح مسلم ١ / ٤٥.
(٣) صحیح مسلم ١ / ٤٣.
(٤) في باب اسم الفرس والحمار من كتاب الجهاد . منه قئس سرة ، صحيح البخاري ٤ / ٩٠ ــ ٩١ ذیل ح ٧١.