الإطلاق ؟ اللهم إلا أن يراد : البشارة بالتوحيد بشروطه ، ومنها : الشهادة بالرسالة ، كما ستعرف .
كما أن إشكال الاتكال قد يرتفع بأنّ الحكمة اقتضت التبشير في ذلك الوقت ، تشويقاً للناس إلى التوحيد ، وترغيباً لهم في الإسلام ، وإن أدى إلى اتكال من سمع في ذلك الوقت.
ويشكل أيضاً على صحة الواقعة بأن أبا هريرة إذا كان شجاعاً يتطرّق الأماكن الخالية طلباً للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وخوفاً عليه أن يُقتطع ، فما باله يجهش بالبكاء كالطفل لضربة عمر ؟ !
وليت شعرى ، لِمَ اتّخذ الأنصار تلك البستان بلا باب ، حتّى الجَؤوا أبا هريرة إلى أن يحتفر كالثعلب ؟
ثمّ أي مناسبة بين النعلين ، وهذه البشارة العظمى للمتيقن بأشرف المعتقدات ؟
ألم يكن عند النبي علامة لتصديق أبي هريرة غير النعلين ؟!
والمنصف إذا تدبّر عرف التصنّع في هذا الحديث ، وأن ترتيبه من خرافات أبي هريرة وكذباته ، لكنّه لا يتهم على عمر فيما يتعلق بسوء أدبه ونصدقه في سكوت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لما نعلمه من عظيم خلقه وجميل تأليفه .
فأما قول الخصم : «لو كان هذا إساءة أدب مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكان ينبغي أن يضرب عنقه».
فمُسَلّم ، لكن منعه عنه أن يقال : إنّه يقتل أصحابه ، كما روى