قال المصنّف ــ طاب مرقده ــ (١) :
وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند أبي موسى الأشعري ، قال : «قال عامر بن أبي موسى ، قال لي عبد الله بن عمر : هل تدري ما قال أبي لأبيك ؟
قال : قلت : لا .
قال : فإنّ أبي قال لأبيك : يا أبا موسى ! هل يسرّك أنّ إسلامنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم و هجرتنا معه ، وجهادنا معه ، وعملنا كله معه ، يردّ كلّ عمل عملناه بعده ، ونجونا منه كفافاً رأساً برأس ؟
فقال أبوك لأبي : لا والله ! لقد جاهدنا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وصلينا ، وصمنا وعملنا خيراً كثيراً ، وأسلم على أيدينا بشر كثير ، وأنا أرجو ذلك .
قال أبي : لكنّي أنا ــ والذي نفس عمر بيده ــ لوددت أن ذلك يرد لنا كلّ شيء عملناه بعده ، ونجونا منه كفافاً رأساً برأس» (٢) .
ومن كتاب الجمع بين الصحيحين» من مسند عبد الله بن عباس : «أنّه لما طعن عمر بن الخطاب كان يتألم .
فقال ابن عباس : ولا كلّ ذلك.
فقال بعد كلام : أما ما ترى من جزعي ! فهو من أجلك ، وأجل أصحابك ، والله ، لو أن لي ملء الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله قبل
__________________
(١) نهج الحق : ٣٥٢
(٢) الجمع بين الصحيحين ١ / ١٢٤ ح ٥١ مسند عمر ، ٥١ مسند عمر ، وأنظر : صحيح البخاري ٥ / ١٦٤ح ٣٩٥.