وأقول :
قد روى البخاري في تفسير سورة براءة (١) هذا الحديث بألفاظه التي ذكرها المصنف رحمهالله ، وكذلك مسلم ، في فضائل عمر ، وفي أوّل كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٢) .
فما نسبه الفضل إلى المصنف رحمهالله من تغيير صورة الحديث جهل وتحامل ، بل الفضل هو الذي غير صورة الحديث الذي صوّبه ، فإنّه على الظاهر هو الذي رواه البخاري (٣) عن عمر ، قال : «لما مات عبد الله بن ابن سلول دعي له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليُصلي عليه .
فلما قام رسول الله ، وثبتُ إليه فقلت : يا رسول الله ! أتصلي على ابن ابی وقد قال يوم كذا وكذا وكذا ؟ ثمّ عدّد عليه قوله .
فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال : أخر عني يا عمر !
فلمّا أكثرتُ عليه ، قال : إنّي خُيّرت فاخترت ، لو أعلم أنّي زدت على السبعين فغفر له لزدت عليها ، فصلّى عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيراً حتى نزلت الآيتان من براءة : ( وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا ... ) إلى قوله : ( وَهُمْ فَاسِقُونَ ) (٤) (٥) .
__________________
(١) في باب ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ) . منه قدسسره .
(٢) صحيح البخاري ٦ / ١٢٩ ح١٩٠وص١٣٠ ــ ١٣١ح١٩١ ، صحیح مسلم ٧ / ١١٦ و ٨ / ١٢٠.
(٣) في الباب السابق وفي باب ما يكره من الصلاة على المنافقين من أبواب الجنائز .منه قدسسره .
(٤) سورة التوبة ٩ : ٨٤ .
(٥) صحيح البخاري ٢ / ٢٠٢ ح ١٢٠ وج ٦ / ١٣٠ ح ١٩١ .