قال المصنف ــ طاب ثراه ــ (١) :
وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين قال : قدم على رسول الله فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبياً في السبي ، فأخذته فالزقته ببطنها فأرضعته.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أتَرَوْنَ هذه المرأة طارحةً ولدها في النار ؟
قلنا : لا والله !
قال : الله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها (٢) .
وفيه : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إن الله مئة رحمة ، أنزل منها رحمة واحدة بين الإنس والجن والبهائم والهوام ، فيها يتعاطفون ، وبها يتراحمون ، وبها يعطف الوحش على ولدها ، فأخّر الله تسعاً وتسعين رحمة ، يرحم بها عباده يوم القيامة (٣) .
وفيه : عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « إن الله يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني .
قال : ياربِّ ! كيف أعودك وأنت ربّ العالمين ؟
قال : أما علمت أنّ فلاناً مرض فلم تعده ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟
__________________
(١) نهج الحق : ٣٧٤
(٢) الجمع بين الصحيحين ١ / ١١٦ ح ٣٩ ، وأنظر : صحيح البخاري ٨ / ١٣ ح ٢٨ ، صحیح مسلم ٨ / ٩٧.
(٣) الجمع بين الصحيحين ٣ / ١٧ ح ٢١٨٣ ، وأنظر : صحيح مسلم ٨ / ٩٦.