يا ابن آدم ! استطعمتك فلم تطعمني.
قال : يا ربّ! كيف أطعمك وأنت ربّ العالمين ؟
قال : إنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟!
يا ابن آدم! استسقيتك فلم تسقني
قال ياربِّ ! كيف أسقيك وأنت ربّ العالمين ؟
قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه ، أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي ؟ » (١)
وفيه : عن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : الله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوّية مهلكة ففقد راحلته فطلبها ، حتى اشتدّ عليه الحر والعطش ما شاء الله تعالى . قال : أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ، فوضع رأسه على ساعده ليموت ، فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه ، فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده (٢) .
وقد صرّح الله تعالى في كتابه في عدة مواضع برحمته وإحسانه وتفضّله ، وكيف يتحقق ذلك ممّن يخلق الكفر في العبد ويعذبه عليه ويخلق الطاعة في العبد ويعاقبه ــ أيضاً ــ عليها ؟
فهذه أصولهم الدينية التي يدينون الله تعالى بها.
فيجب على العاقل أن ينظر لنفسه هل يجوز المصير إلى شيء منها ؟ !
__________________
(١) الجمع بين الصحيحين ٣ / ٣٠٣ ح ٢٧١١ ، وأنظر : صحیح مسلم ٨ / ١٣.
(٢) الجمع بين الصحيحين ١ / ٢٢٢ ذيل ح ٢٥٥ ، وأنظر : صحيح البخاري ٨ / ١٢٢ ح ٢٥٥ ذيل ح ٤ ، صحیح مسلم ٨ / ٩٢.