وقال الفضل (١) :
قد ذكر هذا الرجل المكرّر هذا الكلام مرّة بعد أخرى ، وقد أجبناه في ما سبق (٢) ، ومن الغرائب أنّ هذا الرجل يدعى أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رد أبا بكر من تلك السفرة ، وعزله من إمارة الحجّ ، وهذا من غاية جهله بالأخبار ، فإن من المتواتر ــ كوجود أبي بكر وعمر ، ووجود الكعبة والحج أن أبا بكر حجّ بالناس في سنة تسع ، ولا ينكره إلا من كان حديث العهد بالإسلام ، أو مجادل جاهل مثل ابن المطهر ، ثمّ يرتب عليه أنه يريد أن يبايع أبو بكر عليّاً .
فيا معشر المسلمين ! هذا يستفاد من أي شيء ؟
أيستفاد من إرداف علي بقراءة سورة براءة ، ولم يتحقق غير هذا ، وقد ذكرنا أن هذا الإرداف كان لنبذ العهود مع الكفّار ، وقد كان دأب من العرب أن لا يتولّى نبذ العهد إلا صاحب العهد ، أو أحد قومه ، وهل في هذا مظنّة إرادة البيعة ؟ ! بل لأهل السنة والجماعة أن يعكسوا الكلام ويقولوا : إنّما بعث عليّاً خلف أبا بكر ليحضر معه الحج ، ويقتدي به في الأعمال ، لأن أبا بكر كان أمير الحاج ، ويقرأ سورة البراءة المتضمنة لتبليغ القيام بمقام الوصية ، ليعلم الناس أنّ أبا بكر خليفة ، وأن علياً هو الوصي .
***
__________________
(١) إبطال نهج الباطل المطبوع ضمن إحقاق الحق : ٦٢٥ ( حجري ) .
(٢) راجع ٦ / ٥٨ ــ ٥٩ من هذا الكتاب .