وأقول :
ليس المقصود هو الاستدلال بفعل مروان فقط ، بل في إقرار ابن عمر وغيره له على فعله .
وأما قوله : ( أو رأى بني صهيب أهلاً للمصالح ... إلى أخره» .
فهو خلاف ما صرّح به الحديث ، من أنه قضى لهم بشهادته .
وليت شعري ، إذا صح هذا وجهاً فلِمَ لم يعمل به أبو بكر ؟ فهل كان لا يرى بضعة الرسول أهلاً للمصالح ؟
ثمّ إنّه إذا عرف الفضل أن مروان غيّر كثيراً من سنن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فما بالهم زعموا عدالته ، وأخذوا عنه في صحاحهم ، وانتمنوه على دينهم ؟ !
وهذا الحديث قد رواه البخاري في آخر كتاب الهبة (١) .
وأمّا طلب الزهراء عليهاالسلام للميراث ، فلا أعرف وجه إبطاله لدعوى النحلة إذا صدرا متعاقبين ، كما هو الوارد .
وما أشار إليه من توجيه غضبها عليهاالسلام ، قد مر ما فيه ، وسيأتي منه ما ينافيه .
وأما ما ترجاه ، فإن كان من رجاء مالا يقع ؛ كقوله تعالى : ( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ) (٢) فله وجه.
وهذا الحديث الثاني قد رواه البخاري في غزوة خيبر من كتاب
__________________
(١) صحيح البخاري ٣ / ٣٢٦ ــ ٥٦.
(٢) سورة المؤمنون ٢٣ : ٩٩ ــ ١٠٠.