يطوف بالبيت بعد اليوم عريان ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة » (١) .
ورواه الثعلبي في تفسير براءة .
وروى فيه : «إن أبا بكر رجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : نزل في شيء ؟ قال : لا ، ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني» (٢) .
فمن لا يصلح لأداء آيات يسيرة يبلغها ، كيف يستحق التعظيم المفرط في الغاية ، وتقديمه على من عزله ، وكان هو المؤدّي ؟ !
ولكن صدق الله العظيم : ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (٣) .
فلينظر العاقل في هذه القصة ، ويعلم أن الله تعالى لو لم يرد إظهار فضيلة مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأن أبا بكر ينبغي أن يتابعه ، لما ردّه عن طريقه بعد خروجه من المدينة على أعين الخلائق ، وكان يمنعه من الخروج في أوّل الحال ، بحيث لا يعلم أحد انحطاط مرتبته ، لكن لم يأمره بالردّ إلا بعد تورّطه في المسير أياماً ؛ لأنه سبق في علمه تعالى تقصير أكثر بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ففعل في هذه القضية ما فعل ؛ ليكون حجّة له تعالى عليهم يوم العرض بين يديه .
***
__________________
(١) جامع الأصول ــ لابن الأثير ــ ٨ / ٦٦٠ ح ٦٥٠٩ عن الجمع بين الصحاح السنّة.وانظر : سنن الترمذي ٥ / ٢٥٧ ح٣٠٩١.
(٢) تفسير الثعلبي ٥ / ٨.
(٣) سورة الحج ٢٢ : ٤٦ .