الخلافة».
فجوابه : أنّها خرجت محتسبة ؛ لأنّ قتلة عثمان قتلوا الإمام ، وهتكوا حرمة الإسلام فخرجت تريد الاحتساب ، وأخطأت في هذا الخروج مع الاجتهاد ، فيكون الحق مع عليّ وهي لم تكن عاصية للاجتهاد.
وأما قولها : اقتلوا نعثلاً ، فهذا شيء لم يصح في الصحاح ، وإن صح فنعثل لم يكن من أسماء عثمان ، وربّما أرادت شخصاً آخر.
وما ذكر أنّها كانت عدوة لأمير المؤمنين ؛ فهذا كذب وزور ، وباطل بل ذكر أرباب الأخبار أنّ بعد الفراغ عن وقعة الجمل دخل علي على عائشة ، فقالت عائشة : ما كان بيني وبينك إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها .
فقال أمير المؤمنين : والله ، ما كان إلا هذا (١) .
وهذا يدلّ على نفي العداوة ، بل هذا من مقاولات (٢) وأحوال يكون بين المرأة والأحماء ، ولا يسميه الناس عداوة .
وأما ما ذكر أن عائشة ساعدها الناس الكثير .
فالجواب : إنّهم يطلبون بدم ، عثمان ، فتابعوها ؛ لأن قتلة عثمان كانوا في عسكر علي .
وأما قوله : ولم يساعد أحد فاطمة
فنقول ؛ لأن دعوى الإرث ، والرفع إلى الحاكم لا يحتاج إلى جرّ العساكر والمساعدة ، فإنّ هذا دعوى وبيّنة وجواب من الحاكم ، مع أثبتنا أنّ دعوى فاطمة النِّحْلَةَ وإقامة البيئة غير صحيحة .
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣ / ٦٠ ــ ٦١ حوادث سنة ٣٦
(٢) المقاولات : جمع المقاولة ؛ وأراد بها الملاسنة بالكلام والتطاول فيه عند التفاوض ، والمقاولة : مصدر قاولة في أمره ؛ أي فاوضة.