رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ــ وهو يخطب على المنبر ــ ووقوع الخلاف بين الأوس والخزرج ، حتى كادوا أن يقتتلوا .
فلو كان لذلك أصل لنقله الكثير ، وما اختصت بنقله عائشة.
والأقرب أن الآية نزلت في شأن الإفك من عائشة على (مارية) ، حتّى قالت : إن ابراهيم ليس من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وظاهرتها حفصة وأبواهما .
كما يشهد له ما في «الدر المنثور» في تفسير سورة التحريم عن ابن مردويه عن أنس ، قال : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنزل أُمّ إبراهيم منزل أبي أيوب ، قالت عائشة : فدخل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بيتها يوماً ، فوجد خلوة فأصابها فحملت بإبراهيم .
قالت عائشة : فلما استبان حملها فزعت من ذلك ، فمكث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى ولدت ، فلم يكن لأمه لبن فاشترى له ضائنة يغذي منها الصبي ، فصلح عليه جسمه ، وحسن لحمه ، وصفا لونه .
فجاء به يوماً يحمله على عنقه ، فقال : يا عائشة ! كيف ترين الشبه ؟
فقلت : أنا غيرى ما أدري شبهاً .
فقال : ولا باللحم ؟
فقلت : لعمري ، لَمَنْ تغذى بألبان الضأن ليحسُنُ لحمه .
قال : فجزعت عائشة وحفصة ، فحرمها ، وأسر إليها سراً فأفشته إلى عائشة ، فنزلت آية التحريم ، فأعتق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الرقبة (١) .
ونقل في كنز العمال عن الطبراني أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « ألا أخبرك يا عمر ! إنّ جبرئيل أتاني فأخبرني أنّ الله عزّ وجلّ قد برأ ماريّة
__________________
(١) الدرّ المثور ٨ / ٢١٥.