روى البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، وكتاب الأدب عن عائشة قالت : صنع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئاً ، فرخص فيه ، فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فخطب ، فحمد الله ، ثمّ قال : ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ؟ ! فوالله ، إنّي أعلمهم بالله وأشدّهم له خشية (١) .
وروى مسلم نحوه من طرق في كتاب الفضائل (٢) قالت عائشة في بعضها : فغضب حتى بان الغضب في وجهه (٣) .
إلى غير ذلك من أحوالهم الردية ، وأفعالهم الخبيثة ، وأقوالهم السيئة التي أجروها مع سيد النبيين في حياته وجاهاً له .
فكيف يستبعد منهم تصغير مقام أمير المؤمنين ، ومخالفة نص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليه بعده ؟ !.
وكيف يستبعد من قريش التظاهر على إمامهم ، وعنده أوتارهم الكثيرة ، والعهد قريب ، والجرح لما يندمل ، مع الحسد لفضله ، وطلب الدنيا ، وسابق العداوة لبني هاشم التي تضاعفت بحروب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لهم ، واستيلاء سلطانه عليهم قهراً ، وكون الكثير منهم من المؤلفة ؟ !
فائدة :
قصة نزول الآية في أمر الإفك على عائشة إنما كانت من حديثها ، وعندي فيها إشكال ، إذ لو صحت ؛ لرواها الكثير ؛ لتعلّقها بنزول الآية ، وكونها بأهل النبي وابنة الخليفة بعده ، المعظمة لديهم ، وصدور الشكاية من
__________________
(١) صحيح البخاري ٨ / ٤٧ ــ ٤٨ و ٩ / ١٧٢.
(٢) في باب علمه وشدّة خشيته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، منه قدسسره .
(٣) صحیح مسلم ٧ / ٩٠.