لرسول الله ــ وهو حاضر بينهم ــ فكيف بهم بعد موته ؟!
وأعظم من ذلك أضعافاً مضاعفة تصغيرهم لأمر النبي ، واستهزاؤهم على حكم الله تعالى لما أمرهم بالإحلال في حجّة الوداع ، فقالوا : يروح أحدنا إلى ( منى ) وذكره يقطر منيّاً ، كما سبق في مطاعن عمر في بعض أخبار متعة الحجّ (١) .
وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق لا تحصى ، وقد غضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من عدم امتثالهم أمره ، ودخل على عائشة وهو غضبان ، فرأت الغضب في وجهه ، فقالت : من أغضبك ، أغضبه الله ؟ قال : ومالي لا أغضب وأنا آمر بالأمر فلا أتبع » (٢) ، كما رواه أحمد في مسنده. (٣)
ومثله في تصغير أمره بأوحش وجه نسبتهم الهجر إليه في مرضه ومخالفة أمر الكتاب حتى وقع الناس ، وانغمسوا بالضلال بسببهم (٤) .
وكم مقام لهم عصوه فيه ، وأغضبوه لأجله وأساؤوا صحبته فيه !
وكم أمر صنعه هو بنفسه الشريفة ، وتنزّهوا عنه مريدين به إظهار الفضل عليه !
__________________
(١) راجع الجزء السابع الصفحة ٢٧٧ ــ ٢٧٨
(٢) انظر : صحيح البخاري ٣ / ١٩ ح ٣٦٢ و ص : ٣٨٢ ــ ٣٨٣ ح ٢١ ، صحیح مسلم ٤ / ٣٧ ، سنن أبي داود ٢ / ١٦١ ح ١٧٨٩ ، سنن ابن ماجة ٢ / ٩٩٢ ــ ٩٩٣ ح ٢٩٨٠ ، سنن النسائي ٥ / ١٧٨ ، مسند أحمد ٣ / ٣٠٥ و ٣١٧ و ٣٦٦ ، مسند ابی يعلى ٣ / ٤١٢ ح ١٨٩٧ ، المعجم الكبير ٧ / ١٢٢ ــ ١٢٧ ح ٦٥٦٩ ــ ٦٥٨٤ ــ ٦٥٨٤ ، صحيح ابن خزيمة ٤ ــ / ١٦٥ ــ ١٦٦ ح ٢٦٠٦ ، مسند أبي عوانة ٢ / ٣٣٣ ح ٣٣٢٧ وص ٣٤٢ ح ٣٣٦٣ و ٣٣٦٤ ، صحيح ابن حبان ٦ / ٩٠ ح ٣٩١٠ و ص ٩٠ ح ٣٩١٣ ، مستدرك الحاكم ١ / ٦٤٧ ح ١٧٤٢ ، سنن البيهقي ١٩ / ٥.
(٣) ص : ٢٨٦ ج ٤ . منه قدسسره .
(٤) راجع الجزء الرابع الصفحة ٩٣ من هذا الكتاب.