في كتاب السلام (١) .
ويرد على هذا التوجيه أنّ لازمه أن يكون عمر أغير من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأحرص منه على حجاب نسائه ، بل يكون أغير من الله سبحانه وأعرف منه بالصلاح ، لأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّما يُحل ويحرّم بأمر الله تعالى ، ويكون عمر قد فعل ذلك الفعل القبيح ، وأساء الأدب مع النبی صلىاللهعليهوآلهوسلم واجترأ عليه ، ليلجأ الله سبحانه إلى أن يأمر نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم بحجابهن ! وهذا ــ لعمر الله ــ رأي من لم يشم رائحة الإيمان .
وأما قوله : «فينبغي أن يتحرّز عن الخروج بالليل».
فإن أراد به : أنّه ينبغي أن يتحرّزن بأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لهن بالتحرز ، فهو راجع إلى ذلك التوجيه القبيح.
وإن أراد أنه ينبغي لهنّ أن يتحرّزن ، وإن لم يأمرهنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو خلاف قول عائشة : حرصاً على أن ينزل الحجاب .
مع أن التحرّز غير ميسور لهنّ بعد اضطرار من إلى الخروج ، لعدم وجود الكنيف في دار النبي حينئذ وإلا لما خرجن .
وأما ما ذكره ... الحديث ، وتشدّق به الخصم من نزول آية الحجاب عقيب فعل ، عمر ، فكذب ظاهر اختلقه القوم تلافياً لما فرط من عمر ، فإنّ آية الحجاب نزلت قبل ذلك ، بدليل مارواه البخاري في تفسير سورة الأحزاب عند ذكر آية الحجاب عن عائشة ، قالت : «خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها ، وكانت أمرأةً جسيمة لا تخفى على من يعرفها ، الخطاب ، فقال : يا سودة ! والله ما تخفين علينا ، فانظري
__________________
(١) في باب إباحة الخروج للنساء لقضاء حاجة الإنسان . منه قدسسره .صحیح مسلم ٧ / ٧.