كيف تخرجين ؟
اللهُ : قالت : فانكفأت راجعة ، ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في بيتي ، وإنه ليتعشى وفي يده عَرْق فدخلت ، فقالت : يا رسول الله ! إني خرجت لبعض حاجتي ، فقال لي فقال لي عمر كذا وكذا .
قالت : فأوحى الله إليه ، ثمّ رفع عنه ، وإنّ العرق في يده ماوضعه ، فقال : إنّه قد أذِنَ لَكُنْ أنْ تَخرُجْنَ لحاجتكن » (١) .
ومثله في كتاب السلام (٢) .
وهو صريح بأن ما صدر من عمر كان بعد نزول الحجاب ، كما هو دال على أن الله سبحانه أوحى في الحال إلى نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم بجواز خروجهن رضاً بفعل سودة ، ورداً لعمر ، وهو كافٍ في تأنيبه وتوبيخه ، ولو أنبه النبی صلىاللهعليهوآلهوسلم صريحاً ، أو عاقبه بما هو حقه ، لم يأمن منه ومن بعض خواصه أن يأفكوا على سودة ، كما أفكوا على مارية ، لأنه لم يفعل ما فعل شفقة على سودة وطلباً لسترها ، وإلا لنبهها بطريق جميل .
وهلا فعل مثل ذلك مع ابنته ، إذ كانت تخرج كما تخرج سودة ، بل يلزمه أن يفعل ذلك مع ابنته خاصة ، ليعلم صدق نيته وصحة ما يقوله قومه .
هذا ، ويدل ــ أيضاً ــ على كذب دعوى نزول آية الحجاب في قصه سودة أخبارهم المستفيضة بنزولها في قصة تزويج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بزينب بنت جحش ، والآية أنسب بهذه القصّة.
وروى البخاري في تفسير سورة الأحزاب عن أنس ، قال : «لما تزوج
__________________
(١) صحيح البخاري ٦ / ٢١٦ ح٢٨٩.
(٢) كما في الباب المذكور . منه قدسسره .صحیح مسلم ٧ / ٦.