زياداً جهراً بين الجماهير ؛ فإن معاوية لو لم يكن لحيقاً أيضاً لاستحيى من ذلك واستنكره، ولا سيّما أنّ كيفية استلحاقه لزياد قد اشتملت على أنواع التهتك وصنوف المخازي .
قال ابن الأثير في كامله ((١)) : رأى معاوية أن يستميل زياداً ، ويستصفي مودته باستلحاقه، فاتفقا على ذلك، وأحضر الناس وحضر من يشهد لزياد ، وكان فيمن حضر أبو مريم السلولي ، فقال له معاوية :
بم تشهد يا أبا مريم ؟
فقال : أنا أشهد أن أبا سفيان حضر عندي وطلب مني بغياً ، فقلت له :
ليس عندي إلا سميّة .
منياً .
فقال : ائتني بها على قدرها ووضرها ((٢)) .
فأتيته ،بها، فخلا ،معها ، ثم خرجت من عنده وإن إسكتيها ليقطران منیا.
فقال له زياد : مهلاً أبا مريم إنّما بعثت شاهداً ولم تبعث شاتما ،فاستلحقه معاوية .
وكان استلحاقه أوّل مارُدّت به الشريعة علانية ، فإنّ رسول الله صلی الله علیه و اله وسلم قضى ب: الولد للفراش وللعاهر الحجر».(٣)
١- ص : ٢٢٥ ج٣. منه قذس سرة.
٢- الوضر : الدرن والدسم والصفات والريح الخبيثة . لسان العرب ٣٢٥/١٥ .
٣- الكامل في التأريخ ٣٠١/٣ ، وأنظر : صحيح البخاري ٤٨/٤ - ٤٩ ح ٨، و ٥ / ٣٠٨ ح ٣٠٨ ، و ٢٩٥/٨ صحیح مسلم ١١٧١/٤ کتاب الرضاع ، باب ح الولد للفراش وتوقي الشبهات، الترمذي ٤٦٣/٣ ح ١١٥٧ ، ابن ماجة ٦٤٧/١ ٢٠٠٦ و ٢٠٠٧ ، سنن ابي داود ٢/ ٢٩٠ - ٢٩١ ح ٢٢٧٣ ، مسند أحمد ٥٩/١ و ٦٥وج ٢/ ٢٣٩ و ٣٨٦ وج٤ / ١٨٧ وج ٢٧٦/٥.