بقربها فأخذته الغيرة .
فقالت هند : ما شعرت بهذا الرجل ، وأنه متى دخل الدار ؟
فوقعت بينهما منازعة وشقاق ، ورفعا أمرهما إلى كاهن ، فحكم لهند وأنّها بريّةً ممّا يقذفها الزوج به ، وقال الكاهن : إن هذه المرأة ستلد ملكاً عظيماً ، يبلغ حكمه المشارق والمغارب .
فحلفت هند أن لا تلد هذا الملك من ذلك الزوج ، وسألت طلاقها وأخذت منه الطلاق .
ثم تزوجت بأبي سفيان ، فولدت له معاوية .
هذا ما ذكروه من أمر هند (١) .
وأما ما ذكر أن معاوية ادعى أخوّة زياد ، فتفصيل هذه الرواية على ما ذكره المؤرّخون ، وذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة» ، وذكره ابن الجوزي في تأريخه : «إن زياداً وُلِدَ على فراش عبيد الثقفي ، وكان أبو سفيان يدعي أنه ولد في الجاهليّة على عادتهم في إلحاق الأولاد ، فلما جاء الإسلام ، ونهى عن الإلحاق ، ترك أبو سفيان ذلك الدعوى .
وكان زياد رجلاً رشيداً شجاعاً نجيباً ، فبعثه عمر بن الخطاب أيام خلافته لبعض الأعمال إلى اليمن ، فعمل فيها عملاً جيداً .
فلما رجع من اليمن كان يقصُّ قصته في عمله على عمر بن الخطاب ، وتكلّم على قوانين العقل بالكلام الجيد.
__________________
(١) لم يذكر الميداني أي شيء يتعلق بهذه القصة التي ذكرها الفضل ، وهو ما اعتدنا عليه من الفضل حيث أنّه كثيراً ما يُنسب أموراً إلى مصادر لم تشر إليها. ولكن هناك مصادر أخرى ذكرت ما أشار إليه الفضل باختلاف.
أنظر : المنمق : ١٠٩ ــ ١١٠ ، الأغاني ٩ / ٦٦ ، تاريخ دمشق ٧٠ / ١٦٨ ــ ١٦٩.