فقال عمرو بن العاص : الله در أبيه ، لو كان هذا الغلام من قريش الساق العرب بعصاه .
فقال أبو سفيان : أنا أعلم من وضع ماءه عند أمه .
فقال أمير المؤمنين عليّ : اتَّقِ الله يا أبا سفيان ولا ترجع إلى الجاهلية.
فلم يذكر أبو سفيان شيئاً بعدما قال له أمير المؤمنين هذا الكلام .
ثمّ لمّا كان زمن علي بن أبي طالب ، بعث زياداً أميراً على آذربيجان . فكتب إليه معاوية يستلحق ويسترضيه ، فكتب أمير المؤمنين إلى زياد : أن لا تميل إلى استمالة معاوية ، وكتب فيه :
إنّ ذلك نزعةٌ من نزعات الشيطان ألقاها على أبي سفيان ، ولم يثبت به نسب .
فقال زياد : والله لقد شهد به .
ثمّ لما بلغ [أمر] الخلافة إلى معاوية ، بعث إلى الكوفة واستلحق زياداً (١) .
وهذا من قبائح الأمور الصادرة من معاوية ، ولا يعتذر له ؛ لأنّه كان من الملوك ، والملوك لا يخلون عن أمثال هذه الأمور.
وأما قوله : «إنّ أهل السنة يعدونه خليفة ، ويجعلونه حجة الله في أرضه .
فهذا أمرٌ باطل ؛ فأنّ أهل السنّه لا يعدّونه إلا ملكاً من ملوك الإسلام ،
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٧٩ ــ ١٨١ وفيه اختلاف ملحوظ .
ولم يشر ابن الجوزي إلا اشارة خفيفة لهذا الموضوع .
انظر : المنتظم ٤ / ٣١ و ٣٢ ، الاستيعاب ٥ / ٥٢٥ .