ولا يخلص منهم إلا مثل همل النعم» (١) .
ولا أعجب من دعوى وجوب تعظيمهم جميعاً ، ولم تكن لهم هذه المنزلة عند أنفسهم ، كما هو واضح عند من عرف طرفاً من أخبارهم ، فقد كان فاشياً بينهم سب بعضهم بعضاً ، وضرب بعضهم بعضاً (٢) ، ونفي (٣) بعضهم لبعض ؛ كما فعله خلفاؤهم ، بل استباح بعضهم قتل بعض كما ، عرفته مع عثمان (٤) .
وفي الاستيعاب بترجمة عمّار : أن معاوية قتل من أهل بيعة الرضوان ثلاثة وستين رجلاً (٥) .
وقد سبق أنه قتل من المهاجرين والأنصار أربعين ألفاً (٦) ، وعلم الخاص والعام أنّه قتل حجراً وأصحابه الذين غضب لقتلهم أهل السماء والأرض ، وأنّه قتل عمر بن الحمق وسير رأسه (٧) .
ويكفيك حرب البصرة وما فعلته عائشة والزبير وطلحة بعثمان بن حنيف.
إلى ما لا يحصى ، ممّا كان يقوله أو يفعله بعضهم مع بعض ، وقد جمع يسيراً منه ابن أبي الحديد بعدة صفحات من شرح النهج (٨) .
__________________
(١) صحيح البخاري ٨ / ٢١٧ ذيل ذيل ح ١٦٦
(٢) راجع ج ٧ / ٤٦٣ ــ ٤٩١ من هذا الكتاب
(٣) راجع ج ٧ / ٥٠٥ من هذا الكتاب .
(٤) راجع ج ٧ / ٥٣٥ من هذا الكتاب
(٥) الاستيعاب ٣ / ١١٣٨ .
(٦) راجع الصفحة ٨٧من هذا الجزء .
(٧) راجع الصفحة ٤٤من هذا الجزء
(٨) مبدؤها ص ٤٥٤ مجلد ٤ . منه قدسسره ، شرح نهج البلاغة : ١٤ / ١٨ بخصوص مافعلا طلحة والزبير بعثمان بن حنيف.