أصول الدين ، وعليها تبتني القواعد الإسلامية ، هل يجوز المصير إليها والاعتماد عليها ؟
وهل يرضى العاقل لقاء الله سبحانه باعتقاد أنه ظالم خالق للشر ، مكلف بما لا يطاق ، قاهر للعبد ، مكذب لما ورد في القرآن العزيز من قوله تعالى : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) (١) ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ) (٢) ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) (٣) ، إلى غير ذلك من الآيات ! ! ؟
وما وجه اعتذاره عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وغيره من الأنبياء المتقدّمين اعتقاد أنّهم غير معصومين ، وأنه يجوز عليهم الخطأ والغلط والسهو والمعصية (٤) ؟ !
وأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقع منه في صلاته حيث قال :
تلك الغرانيق العُلا |
|
منها الشفاعة ترتجى (٥) |
وأنّه بال قائماً (٦) ، وأنّه قال : إن إبراهيم كذب ثلاث مرات (٧) ؟ !
فإن ارتضى لنفسه ذلك كفاه خزياً وعاراً .
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطنا.
***
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٨٦ .
(٢) سورة الطلاق ٦٥ : ٧ .
(٣) سورة فصلت ٤١ : ٤٦ .
(٤) راجع : ٤ / ١٧ من هذا الكتاب
(٥) راجع : ٤ / ١٨ من هذا الكتاب
(٦) راجع : ٤ / ١٢٩ من هذا الكتاب
(٧) راجع : ٩٦٤ من هذا الكتاب