نفسه مراعاة لخاطر حفصة ، واستكتمها السر فأفشته عند عائشة.
وأما ما ذكر من الغزالي أن عائشة قالت لرسول الله : تكلّم ولا تقل إلا حقاً.
فإنّ عائشة كانت من أعلم الناس بأنّ رسول الله لم يقل إلا حقاً ، ولكن هذا كلام يعرض للنساء عند مجادلة الرجل .
فتقوله من الغيرة ، ولم يذكر تتمة الحديث أنّها لما قالت هذا الكلام ضربها أبو بكر ، وقال : أتقولين لرسول الله هذا ؟! وهل يقول غير الحقِّ ؟!
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : دَعْها (١) .
فعلم أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعلم أن هذا الكلام منها من فرط الغيرة ، ومن كلام مباحثات النساء مع الرجال ، لا أنها ذكرته معتقدة أن رسول الله قد يقول غير الحق .
وأما التفضيل بين عائشة وخديجة ، فليس يتعلق بشيء من أمور الدين ، والله أعلم بحقيقته .
***
__________________
(١) احياء علوم الدين ٢ / ١٠٠ وليس فيه : فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعها.