وروى مسلم في الباب المذكور أحاديث كثيرة ــ أيضاً ــ في غيرة عائشة من خديجة.
ومنها : عن عائشة قالت : ما غرتُ على نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا على خديجة ، وإنّي لم أدركها .
قالت : وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا ذبح الشاة يقول : أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة .
قالت : فأغضبته يوماً ، فقلت : خديجة !
فقال : إنّي رُزقت حُبّها (١) .
وهذه الأخبار ونحوها دلّت على مطاعن في عائشة.
منها : أنّها أغضبت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) .
ومنها : أنّها ذمّت خديجة وشتمتها بقولها : حمراء الشدقين (٣) .
جَدَ اللهُ عَل وقد روى البخاري ومسلم في كتاب الإيمان عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » (٤) .
ورويا أيضاً : أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر » (٥) .
وعائشة قد اختارت للسبّ خير النساء ، وللقتال خير الأوصياء .
ومنها : أنّها اغتابت خديجة عليهاالسلام بذلك اللفظ إن صدقت فيه ، وبَهَتَتْها إن كذبت فيه ، وكلاهما حرام .
__________________
(١) صحیح مسلم ٧ / ١٣٤
(٢) صحیح مسلم ٧ / ١٣٤ بسند آخر .
(٣) صحيح البخاري ٥ / ١٢٢ ضمن ح ٣٠٨ ، ٣٠٨ ، صحیح مسلم ٧ / ١٣٤.
(٤) صحيح البخاري ٥ / ١٢٢ضمن ح ٩و١٠ ، صحیح مسلم ١ / ٤٨.
(٥) صحيح البخاري ١ / ٣٣ ح٤٧ ، صحیح مسلم ١ / ٥٧ ــ ٥٨.