يرد ما يقول ويستدلّ به من الآيات .
وكذا قوله لعليّ : وجاء هذا يطلب ميراث امرأته ، فهو ذكر علة الإرث ، والأولى ترك ذكر النساء بأسمائهن في محضر الرجال ، فاستعمل الأدب في ترك ذكر فاطمة لا أنّه أساء الأدب .
ثمّ ما ذكره من اعتقاد عليّ والعباس فيهما ، إن كان حقاً لزم تطرّق الدم إلى أبي بكر وعمر ، وإن كان باطلاً لزم تطرّق الذم إلى عليّ والعباس .
فنقول : هذا كلام أدخله هذا الكاذب في الحديث الصحيح من رواية البخاري ، فإنّ الصحيح من الرواية ما ذكره البخاري في صحيحه : «أن ابن الخطاب قال : ثم توفي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال أبو بكر : فأنا ولي رسول الله وأنتما حينئذ ــ فأقبل على عليّ والعباس ــ تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان ، والله يعلم أنّه فيه صادق بار راشد تابع للحق .
ثمّ توفّى الله أبا بكر ، فقلت : أنا وليّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي بكر ، فقبضته سنتين من إمارتي ، وأعمل فيه بما عمل فيه رسول الله وأبو بكر ، والله يعلم أنّي فيه صادق بار راشد تابع للحق ، ثم جئتماني كلاكما . . . » (١) .الحديث .
هذا لفظ الحديث على مانقله البخاري ، وليس فيه ما قال : فرأيتماه كاذباً غادراً خائناً حتّى يحتاج إلى الاعتذار .
ولو سلّم أنّه مروي ، فهذا كلام يفرضه الحاكم ويقوله على سبيل الفرض والتقدير والزعم ، وأمثال هذه كثيرة في المحاورات ، إن الحاكم إذا حكم بما لا يرضى به الخصم يقول له : تحسبني ظالماً ولست كذلك
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ / ٢٠٧ ضمن ٧٨ .