ويشبه هذه الأحاديث ما رواه الحاكم بعد الحديث الأوّل الذي نقلناه عنه ، وصححه هو والذهبي على شرط البخاري ومسلم ، عن ابن عباس قال : « قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي : أما إنك ستلقى بعدي جهداً ، قال : في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة سلامة من دينك » (١) .

وما رواه الحاكم  ــ  أيضاً  ــ  قبل ذلك الحديث عن أنس قال : «دخلت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على علي بن أبي طالب يعوده وهو مريض ، وعنده أبو بكر وعمر ، فتحوّلا حتى جلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال أحدهما لصاحبه : الله ما أراه إلا هالكاً ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّه لن يموت إلا مقتولاً ، ولن يموت حتّى يملأ غيظاً» (٢) .

وهذا الحديث باعتبار اشتماله على مالا ينبغي صدوره من الرجلين بمحضر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعلي مشعر بشماتتهما وتمنيهما موت أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فأجابهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما يدل على سلامته من هذا المرض ، وما يشعر بظلمهما ، وغيظهما له ، وإلا فأي حاجة في المقام إلى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « ولن يموت حتى يملأ غيظا »؟

***

__________________

١١٠٩ ، المعجم الكبير ١١ / ٦٠  ــ  ٦١ ح ١١٠٨٤ ، مستدرك الحاكم ٣ / ١٤٩ ــ  ١٥٠ح ٤٦٧٢ مختصراً ، تاريخ بغداد ١٢ / ٣٩٨ ، تاریخ دمشق ٤٢ / ٤٢٢  ــ  ٣٢٤ .

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥١ ح٤٦٧٧.

(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥٠ح ٤٦٧٣ .