صفين ، ثمّ قال : ( لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ) (١) ، قال : القتل ( وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ) (٢) بقتاله علي بن أبي طالب يوم صفين (٣) .
فلينظر العاقل إلى ما تضمنه هذا الحديث المشهور المنقول من طريق الجمهور من أن أبا بكر وعمر لم يقبلا أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يقبلا قوله واعتذرا بأنّه يصلي ويسجد ، ولم يعلما أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أعرف بما هو عليه منهما ، ولو لم يكن مستحقاً للقتل لم يأمر الله نبيه بذلك .
وكيف ظهر إنكار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على أبي بكر بقوله : لست بصاحبه ذلك فإن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حكم بأنه لو قتل لم يقع وامتنع عمر من قتله ، ومع ذلک فان النبی صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حکم بانه لو قتل لم یقع بین امته اختلاف أبداً ، وكرّر الأمر بقتله ثلاث مرات عقيب الإنكار على الشيخين ، وحكم صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن أُمته ستفترق ثلاثاً وسبعين فرقة اثنتان وسبعون منها في النار ، وأصل هذا بقاء ذلك الرجل الذي أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الشيخين بقتله فلم يقتلاه ؟
فكيف يجوز للعامي تقليد من يخالف أمر الرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟
***
__________________
(١) سورة الحج ٢٢ : ٩.
(٢) سورة الحج ٢٢ : ٩.
(٣) الطرائف ــ لابن طاووس ــ : ٤٢٩ نقلاً عن كتاب محمّد بن مؤمن الشيرازي ، وأنظر : مسند أبي يعلى ٩٠ / ١ ح ٩٠ ، حلية الأولياء ٣ / ٢٢٦ ــ ٢٢٧ .