سفيان بالإسلام قبل الفتح جزماً ، ويبعد أن يسلم معاوية إلا بعد مدة طويلة من هذا الشعر.
ولو سلمنا أنّه أسلم بعد الفتح بمدة يسيرة ، فلا فائدة في إسلامه ؛ لأنّ إسلامه مدخول ، وهو من المؤلّفة قلوبهم ، كما سبق عن «الاستيعاب» (١) و «تاریخ الخلفاء» (٢) ، وذكره ابن أبي الحديد (٣) .
كما أنه من أشدّ المنافقين ؛ لمزيد بغضه وعداوته لأمير المؤمنين عليهالسلام ، حتى اتخذ السبّ له ديناً لأهل الشام (٤) ) .
وقد استفاض كما سبق قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : «لا يبغضك إلا منافق » (٥) .
وقال ابن أبي الحديد (٦) : «معاوية عند أصحابنا مطعون في دينه منسوب إلى الإلحاد ، قد طعن فيه صلىاللهعليهوآلهوسلم .
وروى فيه شيخنا أبو عبد الله المصري في كتاب «نقض السفيانية»على الجاحظ أخباراً كثيرةً تدلّ على ذلك».
أحمد وروى بن أبي طاهر في كتاب «أخبار الملوك» :
أن معاوية سمع المؤذن يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، فقالها ثلاثاً .
فقال : أشهد أن محمّد رسول الله .
__________________
(١) الاستيعاب ١٤١٦ / ٣ ، وراجع الصفحة ١١ من هذا الجزء.
(٢) تاريخ الخلفاء : ٢٣٣.
(٣) ص : ١٩٢ مجلد ٤ . منه قدسسره ، شرح نهج البلاغة ٢٩ / ٩وج ١٧ / ٢٢٦.
(٤) أنظر : العقد الفريد ٣ / ٣٥٥ ، ربيع الأبرار ٢ / ١٨٦ ، معجم البلدان ٣ / ٢١٥ ، شرح نهج البلاغة ٤ / ٥٦ ــ ٥٩.
(٥) راجع ٦ / ١٤١ من هذا الكتاب
(٦) ص : ٥٣٧ مجلد ٤ . منه قدسسره .