وبنزح سبعين إن مات فيها إنسان ،
______________________________________________________
سعيد هو عمر بن يزيد ، وهو من رجال الصادق عليهالسلام (١).
وأما ثانيا : فلأنها مخالفة لما عليه الأصحاب من إيجاب نزح الجميع للجمل. والعمل ببعض الرواية وإسقاط الباقي غير معقول. والقول بجواز أن يكون الجواب وقع عن الحمار والبغل دون الجمل فاسد قطعا ، لما فيه من التعمية وتأخير البيان عن وقت الحاجة.
والأجود إلحاق البقرة بالثور كما بيّناه فيما سبق ، بل يمكن إلحاق البغل والحمار به أيضا ، لاندراجهما في لفظ : « ونحوه » الواقع في الرواية (٢). ويمكن الاكتفاء فيهما بالدلاء ، لشمول اسم الدابة لهما فيتناولهما النص الوارد بالدلاء فيها (٣). وما أبعد ما بين هذين الوجهين وكل ذلك قرينة الاستحباب.
قوله : وبنزح سبعين إن مات فيها إنسان.
هذا مذهب الأصحاب ، ومستنده رواية عمار الساباطي ، عن الصادق عليهالسلام ، وهي طويلة ، قال فيها : « وما سوى ذلك مما يقع في بئر الماء فيموت فيه فأكبره الإنسان ينزح منها سبعون دلوا » (٤) وفي طريقها جماعة من الفطحية (٥) ، لكن ظاهر المعتبر اتفاق الأصحاب على العمل بمضمونها (٦) ، فإن تم فهو الحجة وإلا فللتوقف في هذا الحكم مجال.
والمشهور بين الأصحاب أنه لا فرق في ذلك بين المسلم والكافر ، لأن الإنسان جنس معرف باللام وليس هناك معهود ، وتعريف الحقيقة ليس بمراد ، فتكون للاستغراق ، وهو
__________________
(١) راجع رجال النجاشي : ( ٢٨٦ ـ ٧٦٣ ) ، ومعجم رجال الحديث ( ١٣ : ١٣٢ ـ ٩٠٠٦ ).
(٢) المتقدمة في ص : (٦٦) وفيها : أو نحوه.
(٣) المتقدم في ص : (٦٩).
(٤) التهذيب ( ١ : ٢٣٤ ـ ٦٧٨ ) ، الوسائل ( ١ : ١٤١ ) أبواب الماء المطلق ب (٢١) ح (٢).
(٥) وهم ابن فضال ، وعمر بن سعيد المدائني ، ومصدق بن صدقة ، وعمار الساباطي.
(٦) المعتبر ( ١ : ٦٢ ).