بالمبدأ في الحال ، وهو أمر ممكن نظير النزاع في اسم الجلالة ( الله ) في أنّه وضع لكلّي واجب الوجود ، أو وضع لشخص الباري تعالى مع أنّه منحصر في فرد واحد خارجاً ، مضافاً إلى أنّه لا إشكال في أنّ لفظ واجب الوجود وضع لكلّي الواجب مع انحصار مصداقه في ذات الباري.
أقول يرد عليه :
أوّلاً : أنّ وضع اسم الزمان للكلّي مع انحصاره في فرد واحد يستلزم اللغويّة لعدم الحاجة إليه ، وبعبارة اخرى : إنّ حكمة الوضع تقتضي عدمه فإنّ الحكمة فيه إنّما هي الحاجات الاعتياديّة اليوميّة ، ومع انحصار الكلّي في فرد واحد لا حاجة إلى الوضع لنفس الكلّي.
وثانياً : أنّه لا يصحّ النقض بلفظ الجلالة ، لكونه مستعملاً عند غير الموحّدين أيضاً ، ولعلّ واضعه من الوثنيين مثلاً الذين لا يعتقدون بإنحصاره في فرد واحد ، وأمّا واجب الوجود فليس لفظاً خاصّاً معيّناً لمعنى خاصّ ، بل هو مركّب من كلمتين ولكلّ واحد منهما معناه الخاصّ ولا ربط له بالمقام.
الوجه الثاني : ما أفاده المحقّق النائيني رحمهالله وهو « أنّ المقتل عبارة عن الزمان الذي وقع فيه القتل وهو اليوم العاشر من المحرّم ، واليوم العاشر لم يوضع بإزاء خصوص ذلك اليوم الذي وقع فيه القتل بل وضع لمعنى كلّي متكرّر في كلّ سنة وكان ذلك اليوم الذي وقع فيه القتل فرداً من أفراد ذلك المعنى العامّ المتجدّد في كلّ سنة ، فالذات في اسم الزمان إنّما هو ذلك المعنى العامّ وهو باقٍ حسب بقاء الحركة الفلكية ، وقد انقضى عنها المبدأ الذي هو عبارة عن القتل ، فلا فرق بين الضارب وبين المقتل ... نعم لو كان الزمان في اسم الزمان موضوعاً لخصوص تلك القطعة الخاصّة من الحركة الفلكية التي وقع فيها القتل ، لكانت متصرّمة كتصرّم نفس المبدأ ، إلاّ أنّه لا موجب للحاظ الزمان كذلك » (١).
أقول : يمكن أن يستشكل فيه بأنّ أخذ كلّي يوم العاشر من المحرّم بعنوان ما وضع له لفظ مقتل الحسين يستلزم عدم انقضاء تلبّس مبدأ القتل عنه إلى الأبد ، لأنّ له في كلّ عاشوراء من كلّ سنة فرد إلى الأبد يكون متلبّساً بمبدأ القتل ، فيقال في كلّ عاشوراء من كلّ سنة « اليوم مقتل الحسين عليهالسلام » ولازمه عدم فرض مصداق انقضى عنه المبدأ فيه ، فيعود الإشكال بنحو آخر.
__________________
(١) فوائد الاصول : ج ١ ، ص ٨٩ ، طبع جماعة المدرّسين.