التوصّل إلى الحرام وتكون موصلة إلى الحرام في الخارج أيضاً.
ثالثها : نفس القسم الثاني مع عدم الإيصال إلى ذي المقدّمة.
رابعها : نفس القسم الثاني أيضاً مع عدم قصد التوصّل بها إلى الحرام.
لا إشكال في حرمة القسم الأوّل والثاني بناءً على مبنى وجوب مقدّمة الواجب لنفس ما مرّ هناك ، أمّا دليل الوجدان ودليل تطابق الإرادتين فهما واضحان ، وأمّا النواهي الواردة في لسان الشارع المتعلّقة بالمقدّمات المحرّمة فهي كثيرة جدّاً ، والعجب من فتوى بعض الفقهاء بعدم حرمة مقدّمة الحرام مع إنّا نعلم بأنّ ملاك النهي في هذه الرّوايات إنّما هو مقدّميّة متعلّقاتها للحرام لا غير ، فإنّ من هذه النواهي ما مرّ بالنسبة إلى الخمر ولعن غارسها وحارثها وغيرهما من العناوين العشرة التي هي من مقدّمات شرب الخمر ، وأوضح من ذلك هو الرّوايات التي وردت في باب صلاة المسافر وتدلّ على وجوب القصر لمن كان سفره حراماً ، وقد أفتى بها الفقهاء بالاتّفاق بل لم يكتفوا بالأمثلة الواردة في هذه الرّوايات وتعدّوا إلى غيرها من أشباهها ، ولا إشكال في أنّ السفر في كثير من هذه الأمثلة مقدّمة للحرام وليس الحرام نفسه.
إن قلت : ملاك الحرمة في هذه المقدّمات كونها مصداقاً للاعانة على الإثم وهي حرام نفسي لا غيري.
قلنا : قد مرّ سابقاً أنّ إطلاق هذه الرّوايات يعمّ ما إذا أتى المكلّف بالمقدّمة لنفسه فقط ، فالتي وردت في باب الخمر تعمّ مثلاً من غرسها ليتنفع بها هو ولا إشكال في عدم صدق عنوان الإعانة والتعاون حينئذٍ فإنّه عنوان يصدق في خصوص ما إذا أتى بالمقدّمة بقصد توصّل الغير إلى الحرام.
وعلى أيّ حال : إذا كانت المقدّمة في هذه الرّوايات حراماً لمقدّميتها لا لخصوصيّة اخرى يستكشف من ذلك حرمة سائر مقدّمات الحرام أيضاً لوجود الملاك.
وأمّا القسم الثالث : من المقدّمات فلا إشكال أيضاً في عدم حرمتها إلاّمن باب التجرّي.
وأمّا القسم الرابع : منها فعدم حرمتها واضح لأنّ المفروض أنّه لم يقصد بها التوصّل إلى الحرام فهي ليست حراماً بالنسبة إليه لا واقعاً ولا ظاهراً.
نعم هذا إذا لم تكن موصلة إلى الحرام ، وأمّا مع فرض الإيصال وبناءً على قبول المقدّمة الموصلة ( كما هو المختار ) فلا إشكال في أنّها مصداق من مصاديق الحرام الواقعي حينئذٍ وأنّ من