بعض الأدواء.
فهذا يغور في المفاصل فيستخرج الفضول الغليظة مثل الشيطرج (١).
وهذا ينزف المرّة السوداء مثل الأفتيمون (٢).
وهذا ينفي الرياح مثل السكبينج (٣).
وهذا يحلل الأورام وأشباه هذا من أفعالها ؛ فمن جعل هذه القوى فيها إلاّ من خلقها للمنفعة؟
ومن فطم الناس بها إلاّ من جعل هذا فيها؟
ومتى كان يوقف على هذا منها بالعرض والاتّفاق كما قال قائلون؟
وهَب الإنسان فطن لهذه الأشياء بذهنه ولطيف رويته وتجاربه فالبهائم كيف فطنت لها؟ حتّى صار بعض السباع يتداوى من جراحه إن أصابته ببعض العقاقير فيبرأ ، وبعض الطير يحتقن من الحصر يصيبه بماء البحر فيسلم ، وأشباه هذا كثير.
ولعلّك تشكّك في هذا النبات النابت في الصحاري والبراري حيث لا اُنس ولا أنيس فتظنّ أنّه فضل لا حاجة إليه ، وليس كذلك بل هو طُعم لهذه الوحوش ، وحبّه علف للطير ، وعوده وأفنانه حطب فيستعمله
__________________
(١) الشيطرج : نبات ينبت غالبا في المقابر والجدران القديمة ، له ورق عريض دقيق وزهر أحمر إلى بياض يسمّى بمسواك الراعي.
(٢) الأفتيمون : نبات أحمر إلى غُبرة ذو عروق دقائق وأوراق صغار وبذره أصغر من حبّ الخشخاش يلتفّ بما يليه وهو مسهلٌ للسوداء.
(٣) السكبينج أو السكنبيج : صمغ النبات يشبه الخيار يُجلب من اصفهان.