فقال :
«إنّ اللّه تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء.
قال اللّه عزوجل : (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (١) وقال لأهل النار : (وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (٢) فقد علم اللّه عزوجل أنّه لو ردّهم لعادوا لما نهوا عنه ، وقال للملائكة لمّا قالوا : (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (٣) : فلم يزل اللّه عزوجل علمه سابقا للأشياء قديما قبل أن يخلقها ، فتبارك ربّنا تعالى علوّا كبيرا ، خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء ، كذلك لم يزل ربّنا عليما سميعا بصيراً» (٤).
٧ ـ حديث عبداللّه بن مسكان ، قال : سألت أبا عبداللّه عليهالسلام عن اللّه تبارك وتعالى : أكان يعلم المكان قبل أن يخلق المكان ، أم علمه عند ما خلقه وبعد ما خلقه؟
فقال :
«تعالى اللّه! بل لم يزل عالما بالمكان قبل تكوينه كعلمه به بعد ما كوّنه ، وكذلك علمه بجميع الأشياء كعلمه بالمكان» (٥).
__________________
(١) سورة الجاثية : (الآية ٢٩).
(٢) سورة الأنعام : (الآية ٢٨).
(٣) سورة البقرة : (الآية ٣٠).
(٤) توحيد الصدوق : (ص١٣٦ الباب١٠ ح٨).
(٥) توحيد الصدوق : (ص١٣٧ الباب١٠ ح٩).