عبداللّه عليهالسلام أنّه قال له : أتقول : إنّه سميع بصير؟
فقال أبو عبداللّه عليهالسلام :
«هو سميع بصير ، سميع بغير جارحة ، وبصير بغير آلة ، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه ، وليس قولي : إنّه يسمع بنفسه أنّه شيء والنفس شيء آخر ، ولكنّي أردت عبارة عن نفسي إذ كنتُ مسؤولاً ، وإفهاما لك إذ كنتَ سائلاً ، فأقول : يسمع بكلّه ، لا أنّ كلّه له بعض ، ولكنّي أردت إفهامك والتعبير عن نفسي ، وليس مرجع في ذلك إلاّ إلى أنّه السميع البصير العالم الخبير بلا إختلاف الذّات ولا إختلاف المعنى» (١).
١٥ ـ حديث محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ـ الباقر ـ عليهالسلام ، قال :
«سمعته يقول : كان اللّه ولا شيء غيره ، ولم يزل عالما بما كوّن ، فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد ما كوّنه» (٢).
١٦ ـ حديث أيّوب بن نوح أنّه كتب إلى أبي الحسن ـ الكاظم ـ عليهالسلام يسأله عن اللّه عزوجل : أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء وكوّنها؟ أو لم يعلم ذلك حتّى خلقها وأراد خلقها وتكوينها ، فعلم ما خلق عند ما خلق وما كوّن عند ما كوّن؟ فوقّع عليهالسلام بخطّه :
«لم يزل اللّه عالما بالأشياء قبل أن يخلق الأشياء كعلمه بالأشياء بعد ما خلق الأشياء» (٣).
__________________
(١) توحيد الصدوق : (ص١٤٤ الباب١١ ح١٠).
(٢) توحيد الصدوق : (ص١٤٥ الباب١١ ح١٢).
(٣) توحيد الصدوق : (ص١٤٥ الباب١١ ح١٣).