مقدور غيره بأن يقدر عليه ويمنع منه» (١).
وأفاد العلاّمة الكازراني : «القدرة بمعنى التمكّن من الفعل ضدّ العجز» (٢).
وأفاد الشيخ الطريحي : «قدرت على الشيء من باب ضَرَبَ : قويت عليه وتمكّنت منه ، والإسم القدرة ، والفاعل قدير وقادر ... والإقتدار أبلغ وأعمّ.
والقادر والمقتدر إذا وصف اللّه بهما ، فالمراد نفي العجز عنه فيما يشاء ويريد ... ومحال أن يوصف بالقدرة المطلقة غير اللّه تعالى وإن أطلق عليه لفظا ... والقدرة عبارة عمّا قضاه اللّه وحكم به من الاُمور» (٣).
وذكر الراغب : «إنّ القدير هو الفاعل لما يشاء بما تقتضيه الحكمة لا زائدا عليه ولا ناقصا عنه ، ولذلك لا يصحّ أن يوصف به إلاّ اللّه تعالى كما قال تعالى : (يَخْلُقُ اللّه مَا يَشَاءُ إِنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٤)».
والمقتدر يقاربه نحو : (عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (٥) لكن قد يوصف به البشر ، وإذا إستعمل في اللّه تعالى فمعناه معنى القدير ، وإذا استعمل في البشر فمعناه المتكلّف والمكتسب للقدرة.
والمستفاد من ذلك إنّ اللّه تبارك وتعالى له القدرة المطلقة النافذة في جميع الأشياء لا يعجز عن شيء ولا يعجزه شيء وهو قادر على كلّ شيء» (٦).
وهذا ثابت بالبراهين الحقّة من الكتاب والسنّة والعقل بالبيان التالي :
__________________
(١) مجمع البيان : (ج١ ص٥٩).
(٢) مرآة الأنوار : (ص١٨٠).
(٣) مجمع البحرين : (ص٢٩٥ مادّة ـ قدر ـ).
(٤) سورة النور : (الآية ٤٥).
(٥) سورة القمر : (الآية ٥٥).
(٦) المفردات : (ص٣٩٤).