قضيّته ... فهو قريب غير ملتزق ، وبعيد غير متقصّ ، يحقّق ولا يمثّل ، ويوحّد ولا يبعّض ، يعرف بالآيات ويثبت بالعلامات ، فلا إله غيره الكبير المتعال.
ثمّ قال عليهالسلام ـ بعد كلام آخر تكلّم به ـ : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه عن أبيه عليهمالسلام ، عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال :
ما عرف اللّه من شبّهه بخلقه ، ولا وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده» (١).
٥ ـ حديث ابن عبّاس قال : قدم يهودي على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ يقال له : نعثل ـ فقال : يامحمّد! إنّي سائلك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين ، فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك.
قال :
«سل ياأبا عمارة! فقال : يامحمّد! صف لي ربّك.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه ، وكيف يوصف الخالق الذي يعجز الحواسّ أن تدركه ، والأوهام أن تناله ، والخطرات أن تحدّه ، والأبصار عن الإحاطة به ، جلّ عمّا يصفه الواصفون ، نأى في قربه ، وقرب في نأيه ، كيّف الكيفية فلا يقال له : كيف ، وأيّن الأين فلا يقال له : أين ، هو منقطع الكيفوفية والأينونية ، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه ، والواصفون لا يبلغون نعته ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٢٩٧ ب١٣ ح٢٣).