كقوله : (وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) (١) فمن زعم أنّ اللّه في شيء أو على شيء أو تحوّل من شيء إلى شيء أو يخلو منه شيء أو يشغل به شيء فقد وصفه بصفة المخلوقين ، واللّه خالق كلّ شيء ، لا يقاس بالقياس ولا يشبه بالناس ، لا يخلو منه مكان ، ولا يشغل به مكان ، قريب في بعده ، بعيد في قربه ، ذلك اللّه ربّنا لا إله غيره ، فمن أراد اللّه بهذه الصفة فهو من الموحّدين ، ومن أحبّه بغير هذه الصفة فاللّه منه بريء ، ونحن منه براء ...» (٢).
٣ ـ ما عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال لهشام :
«إنّ اللّه تعالى لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء ، وكلّ ما وقع في الوهم فهو بخلافه» (٣).
٤ ـ ما عن الإمام العسكري عليهالسلام انّه :
«قام رجل إلى الرضا عليهالسلام قال له : يابن رسول اللّه صف لنا ربّك ، فانّ من قبلنا قد اختلفوا علينا فقال الرضا عليهالسلام : إنّه من يصف ربّه بالقياس لا يزال الدهر في الإلتباس ، مائلاً عن المنهاج ، ظاعنا في الإعوجاج ، ضالاًّ عن السبيل ، قائلاً غير الجميل ، اُعرّفه بما عرّف به نفسه من غير رويّة ، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة ، لا يدرك بالحواسّ ، ولا يقاس بالناس ، معروف بغير تشبيه ، ومتدان في بعده لا بنظير ، لا يمثّل بخليقته ، ولا يجور في
__________________
(١) سورة الأنفال : (الآية ٢٦).
(٢) بحار الأنوار : (ج٣ ص٢٨٧ ب١٣ ح٢).
(٣) بحار الأنوار : (ج٣ ص٢٩٠ ب١٣ ح٤).