مضافا إلى أنّ تلك الحوادث هي من لوازم الجسم واللّه تعالى منزّه عن الجسمية.
بالإضافة إلى أنّ تلك الاُمور عوارض مخلوقة حادثة ، والخالق القديم يستحيل عليه أن يتّصف ذاتا بالصفات المخلوقة الحادثة ، فلا تكون الحوادث عارضة عليه.
ثمّ إنّ ما ورد في القرآن الكريم من وصفه تعالى بشيء من تلك الصفات كقوله عزّ إسمه : (رَضِىَ اللّه عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١) ، وقوله تعالى : (وَغَضِبَ اللّه عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ ...) (٢) ، وقوله تعالى : (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ) (٣) ونحو ذلك ، فهي مؤوّلة بأنّ المراد في جملة منها غاياتها ونتائجها دون مباديها ونفس حالاتها ، فغاية الرضا مثلاً الإكرام والإحسان ، وغاية الغضب مثلاً العقاب والعذاب ، فيكون رضاه تعالى بمعنى إكرامه ، وغضبه بمعنى معاقبته ، ولذا قيل في حقّه تعالى : (خذ الغايات واترك المبادي).
كما يكون «آسفونا» بمثل معنى «آسفوا أولياءنا» ، فإنّ للّه تعالى أولياء منتسبين إليه من حاربهم فكأنّما حارب اللّه ، ومن آذاهم فكأنّما آذى اللّه ، كما في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فاطمة بضعة منّي مَن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه» (٤).
__________________
(١) سورة المائدة : (الآية ١١٩).
(٢) سورة الفتح : (الآية ٦).
(٣) سورة الزخرف : (الآية ٥٥).
(٤) إحقاق الحقّ : (ج١٠ ص٢٠٦).