لِيَغْفِرَ لَكَ اللّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ» (١) عند مشركي أهل مكّة بدعائك إلى توحيد اللّه فيما تقدّم وما تأخّر ؛ لأنّ مشركي مكّة أسلم بعضهم وخرج عن مكّة ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم.
فقال المأمون : للّه درّك ياأبا الحسن! فأخبرني عن قول اللّه عزوجل : (عَفَا اللّه عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ) (٢)؟
قال الرضا عليهالسلام : هذا ممّا نزل بـ «إيّاك أعني واسمعي ياجارة» خاطب اللّه عزوجل بذلك نبيّه وأراد به اُمّته وكذلك قوله تعالى : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) (٣) وقوله عزوجل : (وَلَوْلاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئا قَلِيلاً) (٤).
قال : صدقت يابن رسول اللّه! فأخبرني عن قول اللّه عزوجل : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللّه وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللّه مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللّه أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) (٥)؟
قال الرضا عليهالسلام : إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها : سبحان الذي
__________________
(١) سورة الفتح : (الآية ١).
(٢) سورة التوبة : (الآية ٤٣).
(٣) سورة الزمر : (الآية ٦٥).
(٤) سورة الإسراء : (الآية ٧٤).
(٥) سورة الأحزاب : (الآية ٣٧).