(مَا كَانَ عَلَى النَّبِىِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللّه لَهُ) (١).
فقال المأمون : لقد شفيت صدري يابن رسول اللّه! وأوضحت لي ما كان ملتبسا عليَّ فجزاك اللّه عن أنبيائه وعن الإسلام خيرا.
قال علي بن محمّد بن الجهم : فقام المأمون إلى الصلاة وأخذ بيد محمّد بن جعفر بن محمّد عليهماالسلام وكان حاضر المجلس وتبعتهما فقال له المأمون : كيف رأيت ابن أخيك؟ فقال له : عالم ولم نره يختلف إلى أحد من أهل العلم. فقال المأمون : إنّ ابن أخيك من أهل بيت النبي الذين قال فيهم النبي صلىاللهعليهوآله : ألا إنّ أبرار عترتي وأطائب أرومتي أعقل الناس صغارا وأعلم الناس كبارا فلا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ، لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلالة (٢).
وانصرف الرضا عليهالسلام إلى منزله فلمّا كان من الغد غدوت عليه وأعلمته ما كان من قول المأمون وجواب عمّه محمّد بن جعفر له فضحك عليهالسلام ثمّ قال : يابن الجهم! لا يغرنّك ما سمعته منه فإنّه سيغتالني واللّه تعالى ينتقم لي منه» (٣).
ويستفاد من هذا الحديث الشريف عصمة الأنبياء ، كما يستفاد منه أنّ ما يتوهّم كونه ذنبا صادرا منهم ليس هو بذنب ولا عصيان بل هو من ترك الاُولى فلا يضرّ بعصمتهم ، ولا ينافي نزاهتهم.
__________________
(١) سورة الأحزاب : (الآيتان ٣٧ و ٣٨).
(٢) إحقاق الحقّ : (ج٩ ص٤٧٦).
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : (ج١ ص١٥٥ ب١٥ ح١).