وقد تمّت الحجّة وثبتت المحجّة في الإعجاز على غير العرب أيضا بألفاظ القرآن الكريم من حيث نقل لهم إعجاز القرآن في ألفاظه تواترا ، مضافا إلى أنّه ثبت الإعجاز في معاني القرآن الحكيم أيضا في ترجمته عيانا ، بما اشتمل عليه من عوالي المعاني ورفيع المباني ، وإخباراته الغيبيّة ومداليله الزكيّة.
ومن لم يقبل الإسلام بعده فإنّما أنكره لعنادٍ فيه ، وعصبيّة منه ، وقد جحدوا بها وإستيقنتها أنفسهم.
ولذلك عدل المعاندون والمشركون إلى الحرب والمشاقّة مع النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم حين أبوا من قبول الحقّ منه.
ونفس حربهم كان دليلاً على عجزهم ، وإلاّ فالإنسان لا يختار في المقابلة مع خصمه الطريق الأصعب مع وجود الطريق الأسهل الأرغب.
ولو كان يسعهم ويمكنهم مماثلة القرآن والإتيان بسورة مثله ، لكانوا يقابلوه بالقرآن المماثل بدل أن يختاروا الحرب القاتل الذي أفناهم وأخزاهم ، وقد ظهر الحقّ على كلّ حال والحمد للّه.
وحين ثبت العجز في جميع القرون الطويلة بعد التحدّي الواضح المبين ثبت أنّه ليس كلام الآدميّين والمخلوقين ، بل هو كلام اللّه تعالى ، وإعجاز نبيّه ، وتنزيل اللّه الخالق العظيم الذي أنزله على وليّه ..
وثبوت نبوّة نبيّه ورسوله يكون بنصّ كلام خالقه ومُنزله.
فقد شهد القرآن صريحا برسالته ونصّ على نبوّته ودلّ على خاتميته في آيات عديدة من الذكر الحكيم مثل :
١ ـ قوله تعالى : (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللّه وَخَاتَمَ