وترجمانه في خلقه النبي الأمين وآله الطاهرين صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين.
السابعة : من حيث ما تضمّنه من الأخبار والآثار في قضايا الاُمم السالفة ، وخفايا القصص الماضية ، ودقائق القرون الخالية ، مثل نبأ النبي آدم ومسائل نوح واُمور إبراهيم وقصّة أصحاب الكهف وقضايا موسى وأسرار الخضر ومسائل ذي القرنين وحياة يوسف عليهمالسلام ممّا لم يطّلع عليها أحد إلاّ خواصّ الأحبار والرهبان الذين لم يكن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم معاشرا معهم ، بل كان بعيدا عن مخالطتهم.
فكتاب كهذا من هذا النبي الكريم الذي لم يتعلّم عند أحد ، يكشف قطعا عن كونه من اللّه بجميع الاُمور.
علما بأنّ ما بيّنه النبي ، من أخبار القرآن لم يكن إقتباسا من كتبهم ، بل نقلاً لحقيقة الأمر ، وواقعه الموجود عندهم ، وإلاّ لكانوا يرمونه بالسرقة من كتبهم وهم غير آبين عن توجيه التهمة فكيف بافشاء العائبة.
الثامنة : من حيث إشتماله على الإخبار عن ضمائر المنافقين ، وبواطن الكافرين ونوايا المشركين الخفيّة التي لم يطلع عليها أحد .. حتّى أنّهم كانوا يحذرون من أن تنزل فيهم آية تفضحهم وتكشف نواياهم.
بل أخبر عن الاُمور المستقبلة والحوادث المقبلة ، والغيب الصادق ، والنبأ المطابق ، ممّا لم يطّلع عليه إلاّ علاّم الغيوب ، مع كمال المطابقة والصدق ، كما في قوله تعالى : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (١) وقوله تعالى : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللّه آمِنِينَ) (٢) وقوله تعالى : (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)
__________________
(١) سورة القمر : (الآية ٤٥).
(٢) سورة الفتح : (الآية ٢٧).
(٣) سورة الروم : (الآية ٣).