بالوسادة ، ويعطي كلّ من جلس إليه نصيبه من وجهه ، ويقضي دَين كلّ ميّت فقير.
وكان دائم البُشر ليس بفظّ ولا صخّاب ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مدّاح.
وكان يدعو أصحابه بكُناهم إكراما لهم ، ولا يتنازع في الحديث.
وكان أفصح الناس منطقا ، وأحلاهم كلاما ، إذا نطق ليس بمهذار ، وإذا أوجز ليس في إيجازه إخلال ، أحسن الناس نغمة ، وأنفع الناس للناس.
وقد شرّف بسيادته على ولد آدم ، وكانت اُمّته التابعة له خير الاُمم.
وسيرته في جميع حياته سيرة علياء ، تكشف عن أنّ صاحبها متّصل بربّ السماء ، وأنّه أصلح من وُجد على وجه الأرض لأن يكون اُسوة وقدوة (١).
هذا مضافا إلى أنّه تواترت السنّة ، واتّفقت الاُمّة على أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل من جميع الأنبياء الذين كانوا قبله ، وأنّ كلّ كرامة وفضيلة اُعطيت للأنبياء اُعطي هو أفضل منها ، كما إستفاضت الأخبار بنطقه بالحكمة والصواب هو وأولاده الطاهرين الأطياب ، من حين صغرهم ، وفي جميع حياتهم ، كما أفاده في حقّ اليقين (٢).
هذا ، بالإضافة إلى إنفراده ببعض الفضائل كعظيم سيرته ، وحقيقة سيره في معراجه إلى العوالم الملكوتيّة العُليا ، ممّا لم يكن له مثيل في ذلك ، وقد حاز أقرب قرب معنوي أسنى ، حتّى كان قاب قوسين أو أدنى.
وقد نطق بمعراجه القرآن الكريم ، والأحاديث المفيدة لليقين التي تلاحظها
__________________
(١) فلاحظها بالتفصيل في كتب سيرته ، وأحاديث صفته سلام اللّه عليه وآله ، مثل المجلّد السادس عشر من كتاب بحار الأنوار : (ص١٤٤ ـ ٤٠١ الأبواب ٨ ـ ١١).
(٢) حقّ اليقين : (ج١ ص١٣٥).